top of page

عظيم: بطل خفي في فيلم عادي

كتابة مراد الدين العمايرة (كاتب أمريكي/عربي)

ترجمة: مركز العلوم العربية للفنون (دراماترجيز)


في عام 1991، صدر فيلم "روبن هود: أمير اللصوص" ليواجه آراءً متباينة. الفيلم عُرف أساسًا كمحاولة تجارية من هوليوود ومشاهد أكشن وإستعراض عضلات الإنتاج وطبعا إنطلاقة أغنية مشهورة. لكنه بقي في ذاكرة بعض الشباب المسلمين بشكلٍ أدفأ، إذ وجدوا بطلًا غير متوقَّع في نوتنغهام.


ree

عظيم، الذي جسّده الممثل مورغان فريمان، كان رفيق روبن هود المسلم (المغربي). كلاهما كانا رفيقي زنزانة في سجون القدس، حيث أُسر روبن خلال الحروب الصليبية لاستعادة "الأرض المقدسة" من "السراسنة المتوحشين". أعلم ما تفكر فيه، لكن اصبر قليلًا. يحرر روبنُ عظيم، ويهربان معًا. ويقسم عظيم أن يحمي روبن حتى يفي بوعدٍ قطعه. يرافقه إلى إنجلترا، وهناك تبدأ الأمور في أن تصبح أكثر إثارة وواقعية بالنسبة للمسلمين الأمريكيين الذين يعانون لإيجاد شعور بالانتماء. في إنجلترا، يواجه عظيم العنصرية والتمييز، ليس فقط من الأعداء، بل حتى من الأصدقاء المزعومين. لكن طريقة تعامله مع ذلك هي ما جعله واحدًا من أعظم الأبطال وأكثرهم ظلمًا في تاريخ السينما.


عظيم لا يرد الشتيمة بالشتيمة. لا يخاف ولا يهرب. لا يصرخ ولا يطالب بالمساواة والاحترام. أولًا، لأنه ببساطة لا يهتم بما يظنه الآخرون عنه أو عن معتقداته. في أكثر من موقف، يوضح أن حكم الله وحده هو ما يعنيه. عظيم لا يشعر بالحاجة لإرضاء أحد. لا يغيّر اسمه ولا مظهره كي "يندمج". ورغم تواضعه الواضح، فإن ثقته بدينه وهويته كمسلم كانت راسخة. ومع ذلك، يكسب احترام الجميع من خلال أفعاله النبيلة.


ree

على الرغم من أن البعض يصفه بالمتوحش، إلا أنه يُظهر درجة عالية من الرقي والذكاء. فهو يعلّمهم استخدام تقنيات مثل العدسات والبارود، ويجري عملية جراحية لامرأة حامل لينقذ حياتها وحياة جنينها. يوقف أي عمل ليؤدي صلواته اليومية، يرفض شرب الكحول، ويُعرّف الآخرين بعقيدته. وعندما تسأله طفلة صغيرة لماذا "صبغ" الله بشرته، يجيبها بأن الله يحب التنوع العجيب. إضافة إلى ذلك، هو محارب بارع يقاتل بسيف منحنٍ (شَمشير) ويُعتبر المقاتل الأشد كفاءة في البلاد. وحينما يبدو أن كل شيء قد ضاع، يكون عظيم هو من يوحّد الناس بخطاب سيجعل مالكوم إكس فخورًا.


يمكن تخيّل الأثر الذي تتركه شخصية بهذا العمق على الشباب المسلمين في أراضٍ غريبة، ممن يصارعون مع هويتهم. لطالما تساءلت: لماذا لم يُنتَج فيلم عن عظيم نفسه؟ شخصيًا، أود أن أرى قصته السابقة، والتي لا يُعرف عنها سوى أنه سُجن بسبب امرأة قال إنها تستحق أن يموت من أجلها. أو ربما فيلم عن مستقبله.


هل عاد إلى بلده ليقاتل من أجل حبيبته؟ أم تبنّى هذه الأرض الغريبة كوطن جديد؟ قد يكون هذا موضوع سيناريو القادم.



عن الفيلم


ree

"روبن هود: أمير اللصوص" (1991)، من إخراج كيفن رينولدز وتأليف بن دينشام وجون واتسون، قدّم إعادة فخمة لأسطورة روبن هود، وجرى تأطيره بجرأة ضمن سياق الحروب الصليبية وصراع الثقافات. الفيلم من إنتاج بن دينشام وريتشارد بارتون لويس وجون واتسون لشركة Morgan Creek Productions، ووزّعته وارنر براذرز.


عُرض الفيلم لأول مرة في 14 يونيو 1991 على أكثر من 3175 شاشة، وجمع حوالي 25.6 مليون دولار في عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية، ليصبح ثاني أفضل افتتاح لفيلم غير تابع لسلسلة في ذلك الوقت. لاحقًا حقق إيرادات عالمية بلغت حوالي 390.5 مليون دولار، ما جعله ثاني أعلى فيلم ربحًا في عام 1991 بعد "المدمر 2: يوم الحساب". أما داخل الولايات المتحدة فبلغت إيراداته حوالي 165.5 مليون دولار، فيما قاربت أرباحه الدولية 225 مليون دولار. كان هذا نجاحًا تاريخيًا لشركة Morgan Creek Productions، وجعل من "روبن هود" أحد أنجح أفلامها، دافعًا بها إلى آفاق جديدة في أوائل التسعينيات.


Comments


bottom of page